في حين أن ملايين المسلمين في أنحاء العالم يحيون شعيرة الصيام لا يزال إخواننا في غزة و الضفة تحت قصف المحتل الصهيوني بل يصعد التهديد باقتحام رفح و يمنع المصلين من أداء صلاة التراويح بالمسجد الأقصى. فكيف يحلوا إفطار و إخواننا في غزة لا يجدون ما يسد رمقهم و حتى شربة الماء اختلطت بدماء الشهداء و أشلائهم.
رمضان 1425 هجري سوف يبقى شهادة للتاريخ تحت عنوان رمضان الجوع أو بالأحرى التجويع. تجويع جماعي بأياد صهيونية و تواطؤ أمريكي، غربي، و للأسف عجز إسلامي و عربي مقيت. فلا إسقاط المساعدات من الجو و لا الطريق البحري يمثلان حلولا لأزمة التجويع بغزة؛ المساعدات حتى و إن وصلت لمستحقيها فآلة القتل الإسرائيلية لا تتوانى في قتل من يسعون للحصول على القليل منها أو ما تيسر.
لماذا كل هذا العجز الجماعي، الدولي و الإقليمي أمام العصابة الصهيونية القاتلة ؟ لماذا الجو و البحر لإدخال المساعدات و المعابر البرية موجودة و الشاحنات المملؤة غذاء و دواء الخ تنتظر السماح لها بالعبور ؟ الحل الوحيد في وقف فوري لأطلاق النار و كل ما عدا ذلك فهو عبثي و إطالة لأمد الحرب ! لقد تعودنا أساليب المحتل في المراوغة و إيطالة المفاوضات لربح الوقت و التغطية على ما هو أعظم ؛ في إنتظار كل هذا فإن عجلة الإستيطان لم تتوقف و كذلك تهويد القدس و تهديد قوام المسجد الأقصى الخ.
هذا هو رمضان 1425 هجري في فلسطين، في غزة و الضفة فكيف ينعكس هذا على المسلمين في مشارق الأرض و مغاربها و خاصة على أشقاء الجوار، مصر و الاردن و لبنان و في هذا يقول رسول الله صلى الله عليه و سلم : « مثل المسلمين في توادهم و تراحمهم و تعاطفهم مثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر و الحمى ».
0 commentaires